ابن باديس مشرف قسم الشعر والخواطر
رقم العضو : 67 عدد المساهمات : 112 نقاط : 271 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: هكذا تغادرنا يا رمضان الإثنين سبتمبر 28, 2009 3:11 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هكذا تغادرنا يا رمضان، دون إذن أو إعلان، تغادرنا و نحن نرمقك بقلوب يغمرها الحزن و الاطمئنان، و قد كنا فيك منتعشين بروح الإيمان: قراءة للقرآن، ذكر و تسبيح و خضوع للرحمن، صيام لكل الجوارح و الجنان، إطعام للجائع و سقي للظمآن، محافظة على الصلوات، و حرص على فعل الخيرات، و مبادرة إلى المساجد و لو بعدت المسافات. ابتسامات صادقة، و دموع حارقة. تلك هي مدرسة رمضان، مدة التكوين فيها ثمانية و عشرون يوما و يومان، يتخرج منها: الصالحون العاملون، و المخلصون العابدون، و المحسنون المؤمنون، و الصادقون المخبثون. و شهادة التقوى، تمنح لهم يوم العيد، توزعها ملائكة الرحمن على الفائزين في رمضان، فيتسلمونها و قد لبسوا الجديد، و خشعت قلوبهم لذي العرش المجيد. ماذا بعد رمضان؟ إنني أتحسس الشيطان، يستعد لتلقي عباد الرحمن، بعد شهر الفرقان، مع أول إطلالة لشمس العيد، ينطلق هذا العدو العنيد، و بمكر خبيث و جديد، يوسوس إلى هذا: لقد غفر لك الله ذنوبك كلها، لقد صليت الصلوات في أوقاتها، لقد ختمت القرآن و تدبرت السور و آياتها، لا تنسى لقد تصدقت على ذاك المسكين، ومسحت رأس ذلك اليتيم، لا تنسى لقد قمت ليلة القدر إلى مطلع الفجر، فغفرت لك ذنوب كالبحر، فنم قرير العين، انتهى موسم الخيرات، و بدأ موسم الشهوات. لا! لا! صيحة قادمة من ذاك الأفق العلي، و بصوت حان ندي: من؟ من؟ أنا رمضان، دعك من ذاك الغرور الفتان، لا تعنه على إضعاف ذلك الإيمان، على اغتياله، على قتله، إنه عدوك أيها الإنسان. لا يا أخي، انتبه! انتبه! استمر على ذلك، استمر على ذاك، فلنا لقيا: أود أن ألقاك و قد غمر قلبك التقوى، أود أن ألقاك و قد أصبح القرآن لك سلوى، أود أن ألقاك و قد قدمت لمسكين تمرا و ليتيم صغير حلوى، و ترفع في كل يوم للرحمن دعوى و شكوى، أن يمدنا بالمغفرة في هذه الأولى، و أن يدخلنا الجنة في الأخرى . رمضان، أيها الشيخ الطيب الصالح، مازالت نظراتك الحانية ترمقنا بعين الرضا و الحنان، ها أنت ذا تحتضر و تقدم لي نصحا، و إن كان ذاك قد أحدث في قلوبنا جرحا، جرحا لا يندمل إلا بلقياك يا رمضان. أخي رمضان، ربما لا ألقاك في العام القادم، فبماذا تنصحني؟أنصحك بالثبات، فلا تلتفت إلى من غرتهم الفتن و الشهوات . أنصحك بالإخلاص، و الخلاص بالعمل الصالح من رؤية الأشخاص . أنصحك بالمراقبة، وبكثرة التوبة و الاستغفار، و بالمحاسبة.أنصحك بقراءة القرآن، آناء الليل و أطراف النهار، هكذا أخبرنا الرحمن في بعض آياته عن فعل ذاك الصحابي المقدام، ذي النورين، إنه بالفعل عثمان.أنصحك بمد يد العون للفقراء و الضعفاء، فإنهم حقا هم الشرفاء.أنصحك بالدعاء، للنصر على الأعداء: الهوى و النفس و الشيطان.أنصحك بصلاح الصحبة، في زمن الغربة، و بالمحافظة على الفرائض، و على النوافل كفائض .و أنصحك بإكثار الصلاة و التسليم على محمد بن عبد الله، ناشر الدين القويم.ماذا بعد رمضان؟ أيها الأخ الأمين أتراك تعود إلى ما كنت عليه من تأخير للصلوات، و منع للزكوات، وهجر للقرآن، و معاشرة لأسوء الخلان، والتعامل مع الله باستهتار،وتسويف التوبة إلى الله العزيز الغفار، إذن تكن قد اخترت طريق الخسران وتكن لم تستفد من شهر رمضان .رمضان ولى و فات، و بقي رب الأرض و السموات. فليحذر الفائزون من الاغترار، فلولا الله لما كتبوا من الأخيار فالله وحده هو الموفق لصالح العمل، عندها يتجدد الأمل، أمل رؤية الهلال، فيهنأ بذلك البال، ونعود جميعا إلى الله ذي الجلال . خاطرة : بسمة رمضان كتبها: فجر الدعوة تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال
| |
|